المدارس في الشتاء.. مشكلة عويصة بحاجة إلى حل فوري - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


المدارس في الشتاء.. مشكلة عويصة بحاجة إلى حل فوري
«جولاني» - 02\11\2009
مع قدوم الشتاء في كل عام تعود مشكلة توصيل الطلاب إلى المدرسة لتقض مضاجع الأهالي، وليصبح توصيل الابن أو الابنة إلى المدرسة أو أخذه منها مشكلة يومية ومعاناة حقيقية، دون أن يشكل ذلك بالنسبة للمسؤولين أي اعتبار أو حرج، على الرغم من الطلبات المتكررة من قبل لجان أولياء الأمور لحلها.
في شمالي الجولان يمتد فصل الشتاء وتساقط الأمطار على ستة أشهر متواصلة، وفي ظل غياب وسائل نقل منظمة للطلاب يضطر الأهالي إلى توصيل أبنائهم إلى المدرسة بسياراتهم الخاصة، وهذا ما يؤدي إلى اختناقات مرورية قاتلة صباحاً وظهراً في جميع مدارس مجدل شمس.
ففي المدرسة الابتدائية (أ) تطالب لجنة أولياء الأمور منذ سنوات ببناء مظلة تقي الطلاب الأمطار خلال انتقالهم من المدرسة إلى الشارع وانتظارهم لأهلهم ريثما يقلونهم بالسيارة، وبالرغم من الوعود المتكررة من قبل المجلس المحلي، وإبرازه مخططا هندسياً لذلك منذ عام، إلا أنه لم يفعل شيئاً حتى الآن، ويبقى الأطفال والأهالي تحت رحمة الطقس، أو أن يمن عليهم أصحاب القرار بكرمهم لحل هذه المعضلة.

في مدرسة المناهل الابتدائية يتكرر نفس السيناريو، لكن بقسوة أكثر، حيث الشارع هناك أضيق والاختناق المروري اليومي لا يمكن وصفه، وهو أمر أصبح معروفاً لدى الجميع. كذلك الأمر يتوجه الأهالي بصورة مستمرة بطلب حل هذه المشكلة دون أن يقع ذلك على آذان صاغية.

في الثانوية الوضع لا يقل سوءا، حيث يضطر الطلاب إلى السير قرابة المائتي متر من الشارع إلى مدخل المدرسة، فتصوروا بأي حال يصل الطالب إلى صفه في صباح يوم ماطر مثل اليومين الأخيرين، وكيف سيتمكن من التعلم، وما انعكاسات ذلك على صحته وسلامته في عهد الانفلونزا على أنواعها.
إن حل مشكلة الثانوية سهل، ويحتاج فقط إلى بعض التنظيم. إذ هناك طريق تصل إلى مسافة قصيرة جداً من مدخل المدرسة، ولكن هناك مشكلتان تعيقان وصول سيارات الأهالي إلى هناك. الأولى هي إغلاق البوابة الرئيسية من قبل المدرسة، والثانية إيقاف المعلمين لسياراتهم على جانبي المدخل مما يجعل من المستحيل تنظيم العملية كما يجب. وفي حال حل هاتين المشكلتين يستطيع الأهالي الوصول بسياراتهم إلى الدوار الداخلي، وإنزال أبنائهم ثم الالتفاف حول الدوار والخروج من المدرسة دون أن يؤدي ذلك إلى اختناق مروري.

إن تنظيم عملية السير عند مداخل المدارس سيؤدي من دون شك إلى حل جزء كبير من المشكلة، ويبقى الجزء المهم الآخر في بناء مظلات واقية عند مداخل المدارس، لكي تقي الطلاب من المطر أثناء انتظارهم، وهذا يتطلب إبداء المسؤولية من قبل السلطة المحلية والقيام بواجبها تجاه المواطنين.

ولكن حل المشكلة لا يتم بدون التعاون وإبداء المسؤولية من قبل الأهالي أيضاً، حيث أن سلوكهم اليومي خلال توصيل أبنائهم إلى المدرسة أو أخذهم منها لا يساعد البتة على حلها، وأقل ما يمكن وصف سلوك البعض منهم باللامفهموم واللامسؤول، أو الذي يخلو من الذوق السليم أو المنطق البسيط.
فبعض الأهالي يتسبب بسلوكه اللامنطقي هذا بالاختناق المروري، حيث يقوم بتجاوز السيارة التي أمامه مغلقاً المسار في الاتجاه المعاكس، وهو ما يؤدي إلى حبس السيارات ومنع الحركة. كذلك يقوم البعض بإيقاف سيارته بطريقة تغلق الطريق وتوقف حركة السير، بينما ينتظر بكل برودة أعصاب قدوم ابنه أو يذهب إلى الصف لإخراجه وكأنه الوحيد الموجود في هذه الدنيا، دون احترام للأهالي الآخرين ودون الحد الأدنى من الذوق، وهو بذلك إنما يعطل على نفسه أيضاً كما يعطل على باقي الأهالي.

المطلوب منا جميعاً التعاون لحل هذه المعضلة، التي تمس كل واحد فينا، لأن لجميعنا أبناء وبنات في هذه المدارس، وجميعنا يعاني من هذه القضية سنة بعد سنة. أنا أعرف أن لجان أولياء الأمور، التي تمثل الأهالي، حاولت في الماضي وبذلت جهوداً، لكن عدم تعاون الأهالي معهم أفشل هذه الجهود، لذا أدعو الأهالي مجدداً إلى إبداء الحد الأدنى من المسؤولية، لأنه فقط بهذه الطريقة تحل الأزمة.